مصر نموذج تنموي عربي
مقدمـة: عرفت مصر خلال السنوات الأخيرة تطورات اقتصادية واجتماعية مهمة جعلتها أكثر البلدان العربية نموا.- فكيف يمكن اعتبارها نموذجا تنمويا عربيا؟- وبماذا يمكن تفسير هذا النمو؟
І – وصف بعض تجليات النموذج التنموي المصري:
1- على المستوى الفلاحي:
- تنتشر في مصر الزراعة المسقية .
- يتميز الانتاج الزراعي في بالتنوع في مقدمته القطن و قصب السكر الشمندر السكري والأرز .
- تركز معظم الانتاج على ضفاف نهر النيل وخاصة على دلتا نهر النيل .
- يعرف الانتاج تزايدا متواصلا.
- احتلال مراتب مهمة في الانتاج على الصعيد العالمي ( م 8 في الحوامض-م 13 في القطن – م 14 في الارز والذرة – م15 في قصب السكر – م 19 في القمح) .
- تنوع الصيد البحري ما بين نهري وساحلي وصناعي.
2- على المستوى الصناعي:
- تنوع الصناعات في مقدمتعا الصناعات الكيماوية كصناعة الاسمنت وتكرير البترول والادوية.
- صناعة تكرير البترول هي الاكثر انتشارا.
- تركز االصناعات في الشمال وخاصة على دلتا نهر النيل.
- تتنوع الصناعات بمصر، وتشمل الصناعات الأساسية ( تكرير النفط- الصناعة الكيماوية- التعدين والألمنيوم)، الصناعات التجهيزية (الميكانيك والكهرباء) بالإضافة إلى الصناعات الاستهلاكية (النسيج والمواد الغذائية)،
3- على المستوى السياحي:
يمثل السياحة قطاعا اقتصاديا مهما في مصر حيث يمثل إلى جانب الغاز الطبيعي وقناة السويس أهم موارد البلاد من العملة الصعبة.
تساهم السياحة بحوالي ربع مداخيل مصر من العملة الصعبة
تشغل ثلث الساكنة النشيطة بمصر.
يبلغ عدد السياح الذين يزورون مصر سنويا أكثر من 12 مليون سائح رغم انه يتأثر بأزمات الشرق الأوسط.
І І – العوامل المفسر للنموذج التنموي المصري:
1 –مقومات الفلاحة المصرية:
عرف القطاع الفلاحي بمصر تطورا ملحوظا، فبالإضافة إلى دور فيضانات النيل وكثرة الواحات وتقنيات الري الموروثة، عملت الدولة على تطوير السقي العصري اعتمادا على مياه السدود (سد أسوان وبحيرة ناصر) حيث ازدادت مساحة الأراضي الصالحة للزراعة وصاحب ذلك تنوع في المنتوجات، مما أدى إلى احتلال الفلاحة لمكانة مهمة في الاقتصاد المصري، إذ أصبحت تساهم ب 14 % من الناتج الوطني الخام، وتحتل البلاد الرتبة الثامنة عالميا من حيث تصدير الخضر والفواكه.
الاصلاحات الليبرالية التي قامت بها الدولة منذ سنة 1917 حيث قامت بخوصصة القطاع الفلاحي عن طريق بيع الاراضي للفلاحين والمؤسسات الاجنبية
2 – مقومات الصناعة المصرية:
تتوفر مصر على قطاع صناعي كبير ومتنوع بفضل وجود ثروات طاقية مهمة كالبترول (م 20 عالميا) والغاز (م 24 عالميا) والطاقة الكهروحرارية والكهرمائية (اعتمادا على وادي النيل)، مما أدى إلى وجود فائض في الإنتاج يتجاوز معدلات الاستهلاك، بالإضافة إلى وجود مجموعة من المعادن المتنوعة كالحديد (م 20 عالميا) والمنغنيز والفوسفاط (م 16 عالميا) وتتركز معظم هذه الثروات بدلتا النيل وعلى الساحل الشمالي للبحر المتوسط.كما قامت الدولة بعدة غصلاحات تمثلت في تقوية دور القطاع الخاص عن طريق خوصصة القطاع الصناعي وتشجيع الراسمال الأجنبي وخاصة في مجال الطاقة.
3– مقومات السياحة المصرية:
تتعدد مقومات السياحة المصرية نظرا لغنى وتنوع منتوجها السياحي، ومنها:
* مقومات حضارية وتاريخية: فبالإضافة إلى أهم المآثر التاريخية بمصر وهي الأهرامات ( كهرم خوفو) وهناك مواقع أثرية إسلاميةوالمعابد الفرعونية.
*مقوماتطبيعية: تتجلى في التنوع الطبيعي كالوديان (النيل) والصحاري والسواحل الممتدة على طول البحر الأحمر والبحر المتوسط.
*مقومات تجهيزية: تتوفر مصر على سلسلة من الفنادق الضخمة المصنفة وعلى شبكة من الطرق والمطارات الدولية وعلى مركبات سياحية ضخمة ( كمركبات شرم الشيخ).
ІІІ – تواجه مصر مجموعة من المشاكل:
1 – المشاكل الطبيعي
تعاني مصر من قساوة الظروف الطبيعية، حيث تغطي الصحاري مساحات شاسعة من البلاد كما أن التساقطات تقل كلما اتجهنا من الشمال نحو الجنوب لانتشار المناخ الصحراوي وشبه المداري. تعتبر قلة الأراضي الزراعية من المعيقات الاقتصادية بمصر، فالمناطق الصالحة للزراعة تتركز فقط على طول وادي النيل ودلتاه أو بالقرب من الواحات، لهذا فمعظم المشاكل الطبيعية التي تعاني منها مصر مرتبطة بقلة المياه.
2 – المشاكل الاقتصادية:
تواجه مصر مشاكل اقتصادية حقيقية تتجلى في ارتفاع حجم الديون الخارجية التي تصل إلى 30 مليار دولار، مما يرهن مالية الدولة لدى المؤسسات المالية العالمية ويصرف عائداتها في أداء الديون وجدولتها عوض استثمارها في مشاريع اقتصادية.
يعاني الميزان التجاري المصري من عجز مستمر لكون حجم قيمة الواردات يفوق بكثير حجم قيمة الصادرات لأن البلاد تصدر المواد الأولية ( الطاقية والفلاحية) في حين تستورد المنتجات المصنعة ونصفالمصنعة.
رغم أن مصر بلد فلاحي فإنها تستورد كميات كبيرة من حاجياتها من الخارج.
3 – المشاكل الاجتماعية:
من المشاكل الاجتماعية التي تبذل مصر مجهودات كبيرة للتخفيف منها مشكل البطالة الناتج عن عدم مسايرة النمو الديمغرافي للتطور الاقتصادي، حيث أن عدد العاطلين حسب الإحصائيات الرسمية يتجاوز ثلاثة ملايين عاطل مما يشكل عائقا أمام كل نمو اقتصادي.
خاتمـة:رغم المجهودات المبذولة، فإن مصر مازالت تعاني من مجموعة من المشاكل التي تحول دون تنمية حقيقية للبلاد.