عنوان الـدرس : روسيا ورهانات التحول
مقــدمــة: شهدت روسيا الاتحادية تحولات عميقة انتهت بتحولها إلى الاقتصاد الليبرالي. فما هي الخصوصيات الطبيعية والبشرية والصناعية لروسيا؟ وما هي أهم التحولات التي عرفتها؟ وما المشاكل التي تعاني منها؟
| ـ الخصوصيات الطبيعية والبشرية والصناعية لروسيا:
1 ـ الخصوصيات الطبيعية:
- غلبة طابع الانبساط على تضاريس روسيا (سهول أهمها السهل الروسي وسيبيريا الغربية أو هضاب أهمها سيبيريا الوسطى) أما الجبال فتتمثل في سلسلة جبال الأورال ومن جبال حديثة مرتفعة بالشرق والجنوب الشرقي.
- تقع معظم أراضي روسيا بأقصى شمال الكرة الأرضية، مما يجعلها منفتحة على المؤثرات القطبية الباردة والجافة مما يؤدي إلى شدة برودة المناخ ، وتزداد قسا وته بسبب ضعف المؤثرات البحرية وامتداد الحزام الجبلي بالشرق والجنوب الذي يمنع دخول المؤثرات المدارية.
2 ـ الخصوصيات البشرية:
يبلغ عدد سكان روسيا حوالي 144م ن ويتميزون بما يلي:
- التناقص الطبيعي بسبب تجاوز نسبة الولادات نسبة الوفيات.
- 71% من السكان ينتمون إلى الفئة النشيطة.
- ضعف الكثافة العامة للسكان 8.6 ن في الكلمتر المربع، إلا أنها تختلف من منطقة لأخرى حسب الظروف الطبيعية والتاريخية والاقتصادية، إلا أن حوالي 3/4 السكان يتجمعون بالقسم الأوربي والذي لا يمثل إلا ربع مساحة البلاد، وأهم المدن موسكو، سان بترسبورغ.
3 ـ الخصوصيات الصناعية:
تعتبر روسيا ثامن دولة صناعية في العالم وتستفيد من توفر ثروات طبيعية كبيرة (م1 في غ ط، م3 في البترول و 4 في الكهرباء و5 في الطاقة النووية والفحم ) ، كما تتركز أكبر المناطق الصناعية بالقسم الأوربي غربا. وتتميز الصناعة بالتنوع في مقدمتها الصناعة الثقيلة كما تتوفر على مراكز للبحث ومختبرات للتكنولوجيا العالية (صناعة الفضاء والطاقة النووية).
|| -أهم التحولات التي عرفتها روسيا الاتحادية:
على المستوى التنظيمي :
مرت التحولات التنظيمية بروسيا بثلاث مراحل أساسية:
• مرحلة النظام الاشتراكي (1917 - 1985): بنجاح الثورة الروسية اندمجت روسيا في إطار إتحاد سوفياتي فيدرالي اشتراكي، تميز بهيمنة الحزب الوحيد والاقتصاد الموجه مع تأميم وسائل لإنتاج وإعطاء الأولوية للصناعات الأساسية.
• مرحلة نظام البريسترويكا (1985- 1991): تميزت بظهور رابطة الدول المستقلة وبداية دمقرطة الحياة السياسية وفتح المجال للقطاع الخاص مع إنشاء التعاونيات الاقتصادية وإتباع سياسة الشفافية.
• مرحلة نظام السوق: مع بداية سنة 1991 تعرض الاتحاد السوفياتي للتفكك وظهرت دولة روسيا الاتحادية، حيث نهجت الدولة سياسة الخوصصة بتحرير الأسعار والأجور والسماح بحرية إنشاء المقاولات في إطار المبادرة الحرة وإلغاء مساعدات الدولة للمقاولات.
على المستوى المجالي:
فبعد أكثر من 70 سنة من الاندماج في إطار الاتحاد السوفياتي ظهرت سنة 1989 رابطة الدول المستقلة التي ضمت 12 بلدا مستقلا حلت محل النظام الفيدرالي للاتحاد وشكلت روسيا محور هذه الرابطة، كما شكلت كل من أستونيا وليتونيا وليتوانيا مجموعة دول البلطيق التي انضمت للاتحاد الأوربي سنة 2004.
أدت مجموعة من العوامل الداخلية والعالمية إلى تفكك رابطة الدول المستقلة سنة 1991 وظهور روسيا كدولة مستقلة تميزت بكونها أكبر وأوسع بكثير من باقي الدول المستقلة الأخرى.
على المستوى الاقتصادي:
- التحول من الاقتصاد الاشتراكي إلى اقتصاد السوق والمبادرة الحرة فنتج عن ذلك تراجع الإنتاج الفلاحي والصناعي مما أثر على مؤشر الناتج الوطني الخام، كما تراجعت مناصب الشغل في المؤسسات العمومية وشبه العمومية في حين خُلقت مناصب شغل جديدة في القطاع الخاص الذي تطور على حساب القطاع العام بعد دخول رؤوس الأموال الأجنبية للاستثمار بالبلاد.
على المستوى الديمغرافي:
تعرف نسبة التكاثر الطبيعي بروسيا تناقصا مستمرا منذ سنة 1992 بسبب تراجع مؤشر الخصوبة إلى أقل نسبة بأوربا، كما عرف أمل الحياة انخفاضا كبيرا بسبب ارتفاع معدل الوفيات الناتج عن تقهقر النظام الصحي وانتشار الأمراض والإدمان عن الكحول والحرب في الشيشان وكل هذا أدى إلى تراجع نسبة الفئات النشيطة.
||| - بعض المشاكل التي تواجهها روسيا الاتحادية:
1 ـ المشاكل الاجتماعية:
تتمثل في انتشار البطالة وتراجع التغطية الصحية وتفاوت مستوى الدخل الفردي ما بين المناطق الشرقية والشمالية التي ترتفع بها الأجور بسبب ظروف العمل الصعبة بمناجم استخراج البترول، وبين المناطق الجنوبية الغربية التي تنخفض بها الأجور لانتشار المدن الكبرى حيث ترتفع الكثافة السكانية وتتوفر اليد العاملة الرخيصة.
2 ـ المشاكل البيئية:
تعرف روسيا مشاكل بيئية بسبب سرعة حركة التصنيع وغياب مراقبة فعلية للجهات المسئولة، وعدم وجود استراتيجية واضحة للتنمية المستدامة. ومن هذه المشاكل: تراجع الغطاء الغابوي، تدهور الأرض والتربة الزراعية، تلوث الهواء ومخلفات الصناعات الكيماوية و انتشار مراكز تكرير البترول خاصة بالمناطق الصناعية الكبرى.
خاتمـة : رغم المشاكل التي تواجهها روسيا بفعل التحولات الكبرى التي تعيشها، فإنها تحاول مواجهة هذه التحديات.