الآن وجدتُ نفسي لذا سأكتب سطوراً أعتبروها من القلب إلى القلب ..
إن أشد ما يجعل القلوب بحاجة إلى يقين صادق
يربي إيمانها ويزيد توكلها على ربها ووثوقها به
هو هذا الضعف الذي يحمل المخلوق على أن يتلمس ركناً شديداً يأوي إليه
ويتشبث بحبل متين يصله بربه ذلكم هو .. الـدعـــــــــــــاء
اللهم إني أستخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم
فإنك تقدر ولا أقدر .. وتعلم ولا أعلم .. وأنت علام الغيوب
إن العبد يلوذ من جهله بعلم الله .. ومن عجزه إلى قدرة الله ..
في خضم هذه الحياة وفي فترة عابرة
اعترضني عارض أوقفني بين خيارين لا ثالث لهما
كان كلاهما مراً صعباً
وبقيت فترة أكابد حسرة الحيرة بين الخيارين
كنت أتطلع إلى الأمر بنظرتي البشرية
فأجدني أميل إلى أحد الخيارين دون الأخر
وقررت العزم عليه
وقبل أن تضغط يدي على زر ذلك الخيار قيض الله لي يداً بيضاء
قبضت على يدي وأرشدتني إلى قامع الحيرة ..
إلى الاستخارة .. فأجبت ..
أنني مقتنع بأن اختياري صائب وأن الأخر صعب وله مضاعفاته
فقالت لي ..
ما ندم من استخار .. ولا خاب من استشار
ويا له من رد عظيم ضج صداه في قلبي
صليت استخارة لله سبحانه ومددت كفي للسماء والقلب يخفق بالدعاء
واختار الحكيم الخبير سبحانه لي الخيار الذي كنت قد تركته
فأقبلت عليه وعزمت ووجدت ما لم يكن في حسباني من الخير
فانسابت على خدي دمعة تروي قصتي وتحكي ضعفي وعجزي
مكللة بالامتنان لخالقي
وسبحان من يدخر لعبده المنحة في طي المحنة
والحمد لله على كل حال ..