الذكرى
تأتي الذكريات بدون استأذان ولا بطاقة جواز
.. وانت شارد في السماء او مستلقي على التلال
.. وانت تتأمل القمر والهلال ..
في الصباح والمساء .. ..
وتأتي وانت مستعد للمنام والاحلام ..
تحتلك بكل قوتها ..
لا تحسب للوقت ولا للمكان ولا للزمان
.. تقرر ان تخترقك ..
وانت تغمض عينك للنوم ..
وانت تصحى في صباحك المشرق ...
وانت تشاهد نفسك في المرأة ..
وانت تغسل وجهك بالماء البارد ..
وانت تسرح شعرك ..وانت تحمل قهوتك الصباحيه
..وانت تبتسم في اول وجهه يصبح عليك ..
يجتاز عالمك .. في فرحك وفي حزنك ..
وفي مرضك وصحتك .. يخترق وقتك ..
وانت تشاهد فلما .. او تتشاجر مع اخوتك ..
او تتغزل بزوجتك .. او تحلم بفتاة أحلامك ..
وانت امام البحر .. او على سفينة الماضي ..
وانت تلاعب طفلا .. او توبخ عاصي ..
الذكرى لا تعترف بوقتك ومشاعرك ومدى تحملك ..
هي ليست ضيفه وليست من اهل البيت ..
هي قوية ودخولها ضعيف ...
هي قاسيه وحنونه ومجرمه وعاطفيه ..
هي سيئه وطيبه .. لا تحترمك ابدا ولا تعترف بانسانيتك ..
هي خاليه من الاحساس وتصحي الاحساس عندك ..
هي ليس لها زمان .. هي الزمان بعينه ..
الذكرى ليس لها حدود ..
هي وقحه بدون مساحيق تجميل ..
شفافه لدرجه السذاجه ..
لا تراعي وحدتك والمك ..
ولا احلامك وأمنياتك ..
هي تجبرك على خوض ذكراها دون اراده ..
دون مطالبه ولا اجابه ..
ذكرياتنا هو ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ..
هو تاريخنا بانتصارتنا وفشلنا ..
الذكريات هي العالم التي لا نستطيع منعها من الدخول ..
وان حاولت ان تتشاغل عنها تنتزع مشاغلك منك عنوة ..
فانك لا تستطيع ان تحاربها لاننا وبكل اسف نجد لذتنا معها